بغير علم فضلّوا وأضلّوا))، متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو.

ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {فأعرض عن من تولّى عن ذكرنا ولم يرد إلاّ الحياة الدّنيا ذلك مبلغهم من العلم (?)}، ويقول: {يعلمون ظاهرًا من الحياة الدّنيا وهم عن الآخرة هم غافلون (?)}. فينبغي أن نهتمّ بالتفقه في دين الله.

والتعلم في المساجد فيه خير وبركة، وهل تخرّج من تخرّج من صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلاّ من المساجد. ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلاّ نزلت عليهم السّكينة، وغشيتهم الرّحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)).

ورحم الله مالكًا إذ يقول: لا يصلح آخر هذه الأمة، إلا ما أصلح أولها. فأنصحك أن تنظر لمن يدرّسك كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ورب العزة يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (?)}.

فهذا حاصل ما أنصح به الإخوة؛ أن يرحلوا إلى الأماكن التي يدرّس فيها كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وقد بوّب الإمام البخاري في "صحيحه": باب الرحلة في طلب العلم، ثم ذكر حديث عقبة بن الحارث أنه رحل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال: إنّ امرأةً سوداء جاءت، فزعمت أنّها أرضعته هو وزوجته،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015