هو الظاهر، فإن كثيرًا من اللغويين يذكرون الفرق بينهما من غير استشهاد [عليهما] بالبيتين، ولا بأمثالهما.
وأما قوله: إن الأفعال تختلف لاختلاف المعاني إلى أخر كلامه، فهو كلام يدور على حرف، وهو أن الفعال هل دخلت لمعنى واحدٍ؟ وهو تخصيص الحدث بزمان فقط، أو دخلت لهذا ولغيره من المعاني؟
فزعم ابن درستويه [أنها] ما دخلت إلا لهذا المعنى فقط، وخالفه الأستاذ أبو علي وقال: إن الفعال تختلف أبنيتها لاختلاف المعاني على الجملة، فالمعاني التي تختلف لها الأبنية ليست بمقصورة على شيء من المعاني دون شيء، وإذا لم تكن مقصورة على شيء من المعاني دون شيء فما الذي يمنع أن تكون الدلالة إذ ذاك على أخر الوقت، أو أوله، أو الوقت كله؟
قال الشيخ أبو جعفر: وقال اللحياني في نوادره: سرينا سرية من الليل وسرية، وخرجنا ببلجة من الليل وبلجة، وبسدفة وسدفة، وشدفة وشدفة، وهو السدف والشدف، ودلجة من الليل ودلجة، وبعضهم يقول: الدلجة فيهما جميعًا، قال: ويقال خرجنا بعد بتك من الليل، ودلجة، [و] أفاويق من الليل، وبعد قطع وقطعة وقطيع، وخرجنا بغطاط من الليل، وغطاط: وهو السحر.