قال الشيخ أبو جعفر: قال اللحياني في نوادره: يقال للرجل: إنه لحلو، وانه لمر، وأنشد:
وإنِّي لحلو تَعْتَرينِي مَرَارة ... وانِّي لصعبُ الرأسِ غيرُ ذَلُول
قال الشيخ أبو جعفر: قال القزاز: وقد فرقوا بينهما، فقالوا: حلا الشيء في فمي يحلو [وحلي] بعيني وقلبي يحلى.
قال الشيخ أبو جعفر: قال ابن جني في المحتسب: اختاروا [البناء] للفعل [حلا] على فعَل فيما كان لحاسة الذوق لتظهر في الواو، [و] على فعِل في حلِي يحلَى لتظهر الياء والألف، لأنهما خفيفتان ضعيفتان إلى الواو: لأن حاسة النظر أضعف من حاسة الذوق.
قال الشيخ أبو جعفر: ما أبرد هذا التعليل وأسخفه!
وقال يعقوب في الإصلاح: يقال حلي بعيني [وبصدري، وفي عيني وفي صدري، وحلا بعيني] يحلو. فلم يفرق بينهما لأنهما من أصل واحد، [ومن] فرق بينهما في اللفظ ليدل على اختلاف المعنيين.