قال أبو جعفر: معناه رُئي فرفع الصوت بذكره. قال ابن درستويه: وهو مشتق من استهلال الناس بالتكبير، قال: والعامة تقول فيه: هل الهلال، فيجعلون الفعل للهلال، ويعنون به طلع. قال: وأما العرب فإنهم يقولون: أُهل، لأنهم يعنون بها أُطلع وأُري، وإنما يريدون أن الناس أهلوا الهلال، أي: أهلوا له لمَّا رأوه، أي: رفعوا أصواتهم كما يقال: أهللنا بالحج، أي: رفعنا أصواتنا بالتلبية، وكذلك يقولون: اُستهل، لأنهم استهلوا حين رأوه، من رفع الصوت كما يقال: استهل المولود: إذا رفع صوته بالبكاء، ولا يعنون أنهم استطلعوا الهلال، فإنمَّا هو استفعال من الإهلال كقول ابن أحمر:
يُهِلُّ بالفَرْقَد رُكبانها ... كما يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعتَمِرْ
قال: وكان يجب أن يقال: أهللنا بالهلال، وقد أُهل بالهلال، فيعدى إليه الفعل بالباء، لأنه فعل غير متعد بنفسه، ولكن حذفوا الباء لكثرة هذا الكلام تخفيفاً، وعُدي الفعل بنفسه، كما قيل: سميته زيداً، أي: بزيد.
قال: ويجوز أن يكون معنى قولهم أُهل الهلال كمعنى قيل الهلال، أو صيح الهلال؛ فلذلك صار مفعولاً / لم يسم فاعله.