أبي عبيدة، أبي عمرو. وكذلك حكي أبو عبيد في المصنَّف عن غير الأصمعيّ من الأئمة، وأنشد لذي الرُّمّة:
إذا خَشِيَتْ مِنْهُ الصَّريمةَ أبْرَقَتْ ... له بَرْقَة مِنْ خُلَّبٍ غَيرِ ماطِرِ
وحكاها اللحيانيّ [أيضاً] في نوادره.
فإنكار الأصمعيِّ ليس بِحُجَّة، وإنَّما الحجَّة فيما قدمناه.
وقوله: "وهَرَقْتُ الماء، فأنا أُهْرِيقُهُ، وإذا أمرتَ قلتَ: أرقْ ماءك وهو الأصل".
قال أبو جعفر: معنى هَرَقْتُ الماء، صيبته، قال ابن خالويه: العرب تقول: هرقتُ الماء، وصببُتُه، ودفقُتُه، وسكبتُهُ.
قال أبو جعفر: وأصل هرقتُ: أرقتُ، والعرب تُبدِل من الهمزة هاءً، ومن الهاء همزة: للقرب الذي بينهما من حيث أنَّهما من أقصى الحلق: فجاز أَنْ يبدل كلُّ واحد منهما من صاحبه، فمن أبدال الهاء من الهمزة قولهم: إيَّاك وهَياَّك، وكما قال: