ومنها:
واسكُب له حمرَ الدُّموع يُمِدُّها ... قلبٌ يسيلُ على الجفونِ مُذابُه
أودى سليمانٌ فشَرْعُ محمدٍ ... ثَكلانُ باديةٌ به أوصابُه
فُجعتْ به سِيرُ الرَّسول مُصنِّفاً ... كُتباً يُنَظِّم شذرَها إطنابُه
وأُصيبَ منه حديثُهُ بإمامه ... وحفيظهِ من حادثٍ يَنتابُه
العالِم العالي به مُترسِّلاً ... قمَمَ الكواكب علمُهُ ونِصابُه
فمَن المُجَلِّي عن طريق صَحيحه ... وسَقيمه مهما يَشُبْهُ تَشابُه
وبمَن يُعرِّج طالبُ العلم الَّذي ... ما أُعلمت إلاَّ إليه رِكابُه
أو مَن لِذرْوة مِنْبرٍ تُزهَى به ... أعوادُهُ ويهُزّها إسهابُه
ومنها:
أم من لصَدرِ المَحفِل المَشهود إنْ ... كثُرَ الكلامُ به وقلَّ صوابُه
الرَّوضُ آداباً تأرَّجَ زهرُهُ ... والبحرُ إدراكاً يَعُبُّ عُبابُه
وَلد الزّمانُ وما أتى بنَظيره ... ليس الزّمانُ بدائمٍ إنجابُه
غار الجمالُ فما يُتاحُ طلوعُهُ ... غابَ الكمالُ فيما يُباحُ إيابُه
خَطَّتْ رماحُ الخَطِّ فيه أسطُراً ... بيَمينه منها يكون كِتابُه