سحائب جَون أرعدت بصَليلها ... وأبدت بُروقَ البيض كالوَشْي مُعْلَما
ويا حُسْن ما تبدو خلال دُروعها ... أسنتُها تحكي السَّماءَ وأنجُما
وقد عانقت سُمرَ الذَّوابل سُمرها ... كما ضم روضُ الحَزْن غُصناً وأرْقما
ويا للجواري المُنشآتِ وحُسنها ... طوائرَ بين الماء والجوِّ عُوَّما
إذا انتشرت في الجو أجنحةٌ لها ... رأيتَ به روضاً ونَوْراً مُكمَّما
وإن لم تَهِجْه الرِّيحُ جاء مُصافحاً ... فمدَّت له كفّاً خضيباً ومعْصما
مجاذيف كالحيّاتِ مدَّتْ رؤوسها ... على وَجَلٍ في الماء كي تُرْوِيَ الظما
كما أسْرعتْ عدّاً أناملُ حاسبٍ ... بقبْضٍ وبسطٍ يسبقُ العينَ والفما
هي الهُدبُ في أجفانِ أكحلَ أوْطفٍ ... فهل صُبِغتْ من عَندمٍ أو بكت دما
أجاد ما أراد في هذا الوصف، وإن نظر إلى فعل أبي عبد الله ابن الحدّاد يصف أسطول المعتصم بن صُمادح:
هام صرف الرَّدى بهامِ الأعادي ... أن سمتْ نحوهم لها أجيادُ
وتراءت بشَرْعها كعيونٍ ... دأبُها مثل خائفيها سُهاد
ذات هُدبٍ من المجاديفِ حاكٍ ... هُدْبَ باكٍ لدمعه إسْعاد