أبو الحسين عبيد الله بن محمد بن جعفر السكوني، من أهل إشبيلية، وهو ابن عم الهيثم بن أحمد الشاعر الإشبيلي، وكان أبو الحسين أعور هجاء. ومن شعره:
كيف النجاةُ وقلبي بين أشراكِ ... من مقلتَيْ مستطيلِ اللحظِ فتَّاكِ
شاكي السلاحِ ولم يحمل مثقَّفةً ... غيرَ الجفونِ ولكنْ يا له شاكِ
تشكو معاطفُهُ من ثقْلِ مئزره ... ويا بلائي من المشكوِّ والشَّاكي
وله وقد دخل عليه بعضُ أصحابه بطبق ياسمين وأخبره أنَّه بعث في محبوبه فلم يصل إليه، ووجَّه ذلك الطبق مكانه، فقال:
أشار إلى اليأسِ من وصْلهِ ... وقد صحَّ في خاطري منذ حينْ
ولو شاء أرسلها وردةً ... فدلَّتْ على الوِرْدِ للعاشقين
على أنَّ هذا وهذا معاً ... يدلُّ على خدِّه والجبين
ومن شعره وقد تناول من يد معذِّرٍ " الأشعار الستة " فأول ما وقعت عينه على قصيدة امرئ القيس التي أولها: " قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان " فقال يصفه مذيلاً بأعجازها أبياتاً منها: