أبو محمد عبد البر بن فرسان الغسّاني الكاتب: من أهل وادي آش، وأخذ بمالقة عن أبي القاسم السُّهيلي، ثمَّ لحق بإفريقية فكتب ليحيى بن إسحاق بن غانية وحضر معه حروبه، وكان من رجالات وقته براعةً وشجاعة، وأصابته في بعض الوقائع جراحةٌ انتقضت به فهلك منها سنة إحدى عشرة وستمائة، قبل وفاة مخدومه بأزيد من عشرين سنة، فلم يسُدَّ عنده أحدٌ مسدَّه بعد ذلك.
ومن قوله:
نَدًى مُخْضِلاً ذاك الجناحَ المُنَمْنما ... وسَقياً وإن لم تشْكُ يا ساجعاً ظَما
أعِدْهُنَّ ألحاناً على سَمْع مُعْربٍ ... يُطارحُ مُرتاحاً على القُضْبِ مُعجِما
فَطِرْ غيرَ مقصوصِ الجناحِ مُرفَّها ... مُسوَّغَ أشتاتِ الحُبوبِ مُنعَّما
مُخلًّى وأفراخاً بوكرِكَ نُوَّماً ... ألا ليت أفراخي معي كُنَّ نُوَّما
وقال:
ألا يا ليلُ دمعكَ مُستهلٌّ ... ووجهُكَ كاسفٌ وحشاكَ خافِقْ
أفارقَكَ الأنيسُ فراقَ إلْفي ... مَعاهدَه فقد يبكي المُفارقْ
أطلْتَ على مُسهَّدِكَ المُعنَّى ... وبعضُ الطُّولِ للعاداتِ خارقْ