أبو بكر عبد الرحمن بن علي بن مَسعدة العامريّ الكاتب: من أهل غرناطة، وولي الخطبة بجامع قَصبتها، وكان من مشاهير الكتاب، وتوفي عن سن عالية، ودُفن مستهل جمادى الآخرة سنة ستمائة؛ فمن قوله ممَّا كتب عنه إلى يزيد بن صِقلاب:
أبا بكرٍ ودادكَ من ضَميري ... كرَقْم يُحابر أَعيا الصَّناعا
وأنسى ابنَ الرّقاع وأُمَّ سلمى ... فما لي لا أُضمِّنه الرِّقاعا
وأكتُمُ لوعتي حِفظاً لشيبٍ ... لَحا في الحبِّ مَن كشفَ القناعا
وخُلةَ واصلٍ بالذاتِ تَبغي ... وبالإعراض لا تألو انقِطاعا
وإن يكُ طيفُك السَّاري سُهيلاً ... قَنعتُ به على البُعد اطلاعا
وحَسبي نفثةٌ في عِقد سِحرٍ ... لخَمسك تَلأم النَّفسَ الشَّعاعا
بقيتَ تُناكفُ القمرَيْنِ حُسناً ... وتعتقلُ الذَّوابلَ واليَراعا
ولابن صِقلاب مراجعة له على هذا.