وباللِّوى شادنٌ عليه ... جيدُ غزالٍ ووجهُ فَرْقد
علّله ريقُه بخَمر ... حين انتشى طرفُه فَعَرْبد
لا تَعجبوا لانهزام صَبري ... فَجيش أَجفانه مُؤيَّد
أنا له كالَّذي تمنَّى ... عبدٌ نعم عبدُه وأَزيد
له عليَّ امتثالُ أمرٍ ... ولي عليه الجفاءُ والصَّدّْ
إن بَسْملت عينُه لقَتْلي ... صلَّى فُؤادي على محمَّدْ
وأنشدنا الحافظ أبو الربيع ابن سالم قال: أنشدنا صاحبنا الأديب الكاتب أبو بحر لنفسه يتغزَّل ويصف ليلة أنس:
يا حُسنه والحسنُ بعضُ صفاتِهِ ... والسِّحر مقصورٌ على حركاتِهِ
بدراً لوَ انَّ البدرَ قيل له اقترحْ ... أملاً لقال أكونُ مِن هالاتهِ
يُعطي ارتياحَ الحسن غصنٌ أملد ... حَمَل الصَّباح فكان من زَهَراتهِ
والخالُ ينقُط في صَحيفة خدِّه ... ما خطَّ مسك الصُّدغ من نُوناتهِ
وإذا هلالُ الأُفق قابلَ وجهه ... أبصرتَه كالشَّخص في مرآتهِ
عَبثت بقلبِ عَمِيده لحظاتُهُ ... يا ربِّ لا تَعْتب على لَحظاته
رَكب المآثم في انتهاب نُفوسنا ... فالله يَجعلهنَّ من حَسناتهِ
ما زلتُ أخطُب للزمانِ وِصالَه ... حتَّى دنا والبعدُ من عاداتهِ
فغفرتُ ذنبَ الدَّهر فيه لليلةٍ ... سَترت على ما كانَ من زَلاَّتهِ
غَفل الزَّمان فنِلْت منه نظرةً ... يا ليته لو دام في غَفَلاتهِ