النارنجة، وجاراه فيها جماعة منهم أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن فتحون المخزومي فقال:
ولقد رميتُ مع العشيِّ بنظرةٍ ... في منظرٍ غضِّ البشاشةِ يبهجُ
نهرٌ صقيلٌ كالحسام كأنَّه ... روضٌ لنا نفحاتُهُ تتأرج
تثني معاطفَهُ الصَّبا في بُردَةٍ ... موشيَّةٍ بيدِ الغمامة تُنسجُ
والماءُ فوق صفائِهِ نارنجةٌ ... تطفو به وعبابُهُ يتموجُ
حمراءُ قانيةُ الأديم كأنَّها ... وَسْطَ المجرَّةِ كوكبٌ يتوهجُ
وقال أبو المطرف ابن أبي بكر ابن سفيان المخزومي في ذلك:
ومنظرٍ قد راقني حُسنُهُ ... من أزرقٍ ينسابُ كالأرْقَمِ
أبصرتُهُ يحملُ نارنجةٍ ... طافيةً حمراءَ كالعندمِ
ودرَّجَتْ ريحُ الصَّبا مَتْنهُ ... لما انبرت وهيَ بها ترتمي
فخلته مهنداً مُصلَتاً ... هُزَّ وفيه قطرةٌ من دمِ
وقال محمد بن إدريس المعروف بابن مرج كحل:
وعشيةٍ كانت قنيصةَ فتيةٍ ... ألفوا من الأدب الصريح شيوخا
وكأنَّها العنقاءُ قد نصبوا لها ... منَ الانحناء إلى الوقوعِ فخوخا
شملتهمُ آدابهم فتجاذبوا ... سرَّ السّرور محدِّثاً ومصيخا
والورْقُ تقرأ سُورةَ الطربِ التي ... يُنسيكَ منها ناسخٌ منسوخا
والنَّهرُ قد طَفَحَتْ به نارنجةٌ ... فتيممت من كانَ فيه منيخا
فتخالهم خَلَلَ السَّماء كواكباً ... قد فارقت بسعودها المريخا
خرق العوائدَ في السُّرورِ نهارُهُمْ ... فجعلتُ أبياتي له تاريخا