ومنه في خسوف القمر:
تطَلَّعَ البدرُ لم يشعرْ بناظرهِ ... حتَّى استوى ورأى النظّارَ فاحتجبا
كالخودِ ألقتْ رواقَ الخدرِ ناظرةً ... ثمَّ استردَّت حياءً فوقها الطنبا
ولي في ذلك:
ألم تر للخسوف وكيف أودى ... ببدر التمِّ لماع الضياء
كمرآةٍ جلاها الصقلُ حتَّى ... أنارت ثمَّ رُدَّتْ في غشاء
ولي فيه أيضاً بعكس المعنى وإبقاء التشبيه:
تناولتِ المرآةَ وهي صقيلةٌ ... تأمَّلُ وجهاً دونه ذلك الصَّقْلُ
فلما تناهت أوْدَعَتْها غشاءَها ... وقد حدَّثَ القرطاسُ واستمع الحجلُ
فشبهتها بدراً علاهُ خسوفهُ ... فأظلم منه ما أنار له قبلُ
ومن شعره ابن الفرس في تفاحة:
وتفاحةٍ يُهدي إليك نسيمها ... فما شئت من طيبٍ ينمُّ لناشقِ
تروقُكَ منها حمرةٌ فوق صفرةٍ ... كوجنةِ معشوقٍ على خدٍّ عاشقِ
ومن شعره في نارنجة وسط النَّهر:
ونارنجةٍ في النَّهرِ تحسبُ أنَّها ... شرارةُ جمرٍ في الرمادِ تلوحُ
وما هو إلاَّ الرَّوضُ أبدى شقيقَهُ ... يهدِّبها غُصْنٌ هناك مَروحُ
أو الدرع تضفو فوق أعطافِ فارسٍ ... غدا في رحى الهيجاء وهو جريحُ
تغيب وتبدو مرَّةً فكأنَّها ... عقيقةُ برقٍ في الحبيِّ تلوح
كأنَّ حبابَ الماءِ يكتمُ سرَّها ... وقد جعلت تفشو به وتبوح
وقال ابن الفرس هذه الأبيات بجزيرة شقر، وفي نهرها أبصر تلك