أبو عمرو رضيّ بن رضا الكاتب من أهل مالقة، أنشد لبعضهم هذه القطعة وهي:
أرادوا بعادي فأدنيتهمْ ... فقالوا عجيبٌ عجيبٌ عجيبْ
فأهملتُ دمعي على وجنتي ... فقالوا مريبٌ مريب مريبْ
فناديتُ في الحيِّ يا غربتي ... فقالوا غريبٌ غريب غريبْ
فقلتُ متى الوصلُ يا سادتي ... فقالوا قريبٌ قريب قريبْ
فسلَّمتُ تسليمَ صبٍّ بهم ... فقالوا حبيبٌ حبيب حبيبْ
واستغربت بمالقة، فصنع في ذلك مقامة تدلُّ على مكانه من الأدب، وقال يعارضها:
نسبتُ بها في الهوَى مُعْلناً ... بذكري فقالوا نسيبٌ نسيبْ
وأغربتُ في حبِّها طالباً ... رضاها فقالوا غريبٌ غريبْ
أهابَ التصابي فلبيتهُ ... وهبتُ فقالوا مهيبٌ مهيبْ
وكم قد كُذبت فلم أنخدعْ ... لقيلٍ فقالت كذيب كذيبْ
أرابوا وإنِّي لذو إربةٍ ... وإربٍ فقالت أريب أريبْ
عسى وطن سمعت منشداً ... يقول فقالتْ حبيبٌ حبيبْ
وله أيضاً:
ولما التقينا نسيتُ النسيبَ ... فقالت نسيبٌ نسي بي النسيبا