وكانَ كَبَدْرٍ نحْنُ هالَةُ أفْقِهِ ... فلما دنا منه الأفول تغيرا
وعاش الذي قَدْ عاش وهُو مُجاهِدٌ ... فلما أتاه الموت مات مهاجرا
وفي رابعِ العِشْرينَ مِن رَجَب سَرَى ... إلى الله يا بشراه ذكراً مُعَطَّرا
[55] نوى سِتْرَهُ بعدَ المَماتِ تَواضُعاً ... فسار (نوى) حتى ثوى متسترا/
وَبرَّ أباه إِذ فَداه بِروحِهِ ... فيا حبذا براً لديه موفرا
تَواضَعَ عِنْدَ المَوْتِ فازْدادَ رِفْعَةً ... ونودي له بعد الصلاة كما جرى
وقاضي قُضاةٍ (?) المُسْلِمينَ سَعَى لهُ ... إلى قبره بعد الممات وكبرا
فتاويهِ كانتْ تُسْتَفادُ بفِعْلِهِ ... فأوجب ذاك الحكم أن لا تكثرا
خَمِيْصُ الحَشَا (?) مِمَّا بهِ مِن قَنَاعَةٍ ... ولكنه ملآن دُرّاً وجوهراً
ذَليلٌ سَاوَى المؤمِنينَ بِليْنِهِ ... عزيزٌ إذا ما الشرع يوما تكدرا
تَحَلَّى قَميصَ العِلْمِ مِن فَضْلِ رَبهِ ... فما كان يخفيه بمصقوله ترى
فَيا عاتِبيهِ في رَثاثَةِ طِمْرِهِ (?) ... فعند صباح القوم يستحمد السرى (?)
لقدْ شَرَحَ "التنبيهَ" شَرْحاً مُهذَّباً ... وبينهُ للطالبين وفسراً
وأَوْضَحَ فيه -قدَّس الله رُوحَه- ... بحسن عباراتٍ وزاد وكثرا
وكَمْ مُشْكِلاتِ عُجمَتْ فأَزالَهَا ... بحسن بيان لا حجاج ولا مرا
ولا خاصَمَ الأقرانَ يومَ جِدالِهِ ... ولا دق كما قط يوماً على الثرى
قَديرٌ على شَرْح الكِتابِ بسُرْعَةٍ ... ويشرح في سطرين إن شئت أشهرا
تَصَدَّى لِنَقْلِ اَلعِلْم منهُ تبَرُّعاً ... وكان ثواب الله أوفى وأوفرا
[56] وما زالَ في دارِ الحَديثِ مُقامُهُ ... فسار إلى دار المقام لينظرا/