297- وكما تقدم من حديث عبادة: "خذوا عني، خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا؛ البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم" 1.

فكانت السنة المتواترة ناسخة للقرآن, وهو المطلوب.

والأولى أن يقال: لا نسلم أن هذا نسخ، وإنما هذا تخصيص؛ لأن الآية دلت على جلد كل زانٍ، والسنة قضت برجم بعض الزناة وهم المحصنون، وبقي الزناة غير2 المحصنين، حكمهم3 الجلد للآية.

وهذا معنى التخصيص قطعا في اصطلاحنا، والكلام فيه.

قوله: ولو سُلِّم, فالسنة بالوحي4.

الدليل على أن السنة [بالوحي] 5 قوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} 6.

298- وما روى البخاري ومسلم, عن يعلى بن أمية "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءه رجل متضمخ بطيب, فقال: يا رسول الله, كيف ترى في رجل أحرم في جبة بعدما تضمخ بطيب؟ فنظر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ساعة فجاءه الوحي، ثم سري عنه فقال: "أين الذي سألني عن العمرة آنفا؟ " فالتمس الرجل فجيء به، فقال: "أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات, وأما الجبة [فانزعها] 7 , ثم اصنع في العمرة 8 ما تصنع في حجك" "9.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015