ابْن مُحَمَّد الصغاني عَن زُهَيْر بن مُحَمَّد أَنه بلغه عَن غير وَاحِد من أهل الْعلم أَنهم قَالُوا ذَلِك أَي أَنهم جمعوها من الْقُرْآن كَمَا روى جَعْفَر بن مُحَمَّد وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَأَبُو زيد اللّغَوِيّ قَالَ ثمَّ ليعلم أَن الْأَسْمَاء الْحسنى لَيست بمنحصرة فِي التِّسْعَة وَالتسْعين بِدَلِيل مَا رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده عَن يزِيد بن هَارُون عَن فُضَيْل بن مَرْزُوق عَن أبي سَلمَة الْجُهَنِيّ عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ مَا أصَاب أحدا قطّ هم وَلَا حزن فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبدك وَابْن عَبدك وَابْن أمتك ناصيتي بِيَدِك مَاض فِي حكمك عدل فِي قضاؤك أَسأَلك بِكُل اسْم هُوَ لَك سميت بِهِ نَفسك أَو أنزلته فِي كتابك أَو عَلمته أحدا من خلقك أَو استأثرت بِهِ فِي علم الْغَيْب عنْدك أَن تجْعَل الْقُرْآن الْعَظِيم ربيع قلبِي وَنور بَصرِي وجلاء حزني وَذَهَاب همي وغمي إِلَّا أذهب الله همه وغمه وحزنه وأبدله مَكَانَهُ فَرحا قيل يَا رَسُول الله أَلا نتعلمها فَقَالَ بلَى يَنْبَغِي لمن سَمعهَا أَن يتعلمها //
وَلَا يخفاك أَن هَذَا الْعدَد قد صَححهُ إمامان وَحسنه إِمَام فَالْقَوْل بِأَن بعض أهل الْعلم جمعهَا من الْقُرْآن غير سديد وَمُجَرَّد بُلُوغ وَاحِد أَنه رفع ذَلِك لَا ينتهض لمعارضة الرِّوَايَة وَلَا تدفع الْأَحَادِيث بِمثلِهِ وَأما الحَدِيث الَّذِي ذكره عَن الإِمَام أَحْمد فغايته أَن الْأَسْمَاء الْحسنى أَكثر من هَذَا الْمِقْدَار وَذَلِكَ لَا يُنَافِي كَون هَذَا الْمِقْدَار هُوَ الَّذِي ورد التَّرْغِيب فِي إحصائه وَحفظه وَهَذَا ظَاهر مَكْشُوف لَا يخفى وَمَعَ هَذَا فقد أخرج سرد الْأَسْمَاء بِهَذَا الْعدَد الَّذِي ذكره التِّرْمِذِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو نعيم من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن عمر رَضِي الله عَنْهُم قَالَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذَكَرَاهُ وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه كِلَاهُمَا فِي التَّفْسِير وَأَبُو نعيم فِي الْأَسْمَاء الْحسنى وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ بِلَفْظ إِن لله تسعا وَتِسْعين اسْما من أحصاها دخل الْجنَّة أسأَل الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْإِلَه