يَقُول رب اغْفِر لي آمين (قَوْله وَعند شرب مَاء زَمْزَم) أَقُول يدل على ذَلِك مَا أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم من حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاء زَمْزَم لما شرب لَهُ إِن شربته تستشفى بِهِ شفاك الله وَإِن شربته لشبعك أشبعك الله وَإِن شربته لقطع ظمئك قطعه الله وَهُوَ هزمة جِبْرِيل وسقيا اسماعيل وَزَاد الْحَاكِم وَإِن شربته مستعيذا أَعَاذَك الله قَالَ وَكَانَ ابْن عَبَّاس إِذا شرب مَاء زَمْزَم قَالَ اللَّهُمَّ أَنِّي أَسأَلك علما نَافِعًا وَرِزْقًا وَاسِعًا وشفاء من كل دَاء قَالَ الْحَاكِم بعد إِخْرَاجه صَحِيح الْإِسْنَاد إِذا سلم من الْجَارُود مَعْنَاهُ مُحَمَّد بن حبيب قَالَ الْمُنْذِرِيّ سلم مِنْهُ فَإِنَّهُ صَدُوق قَالَه الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ وَغَيره وَلَكِن الرَّاوِي عَنهُ مُحَمَّد بن هِشَام الْمروزِي لَا أعرفهُ وروى الدَّارَقُطْنِيّ دُعَاء ابْن عَبَّاس مُفردا من رِوَايَة حَفْص بن عمر الْعَدنِي (قَوْله وصياح الديكة) أَقُول يدل عَلَيْهِ مَا ورد فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سَمِعْتُمْ صياح الديكه فاسألوا الله من فَضله فَإِنَّهَا رَأَتْ ملكا وَإِذا سَمِعْتُمْ نهيق الْحمار فتعوذوا بِاللَّه فَإِنَّهُ رأى شَيْطَانا (قَوْله واجتماع الْمُسلمين وَفِي مجَالِس الذّكر أَقُول المُرَاد باجتماع الْمُسلمين فِي مجَالِس الذّكر فَإِنَّهَا قد وَردت بذلك الْأَدِلَّة الصَّحِيحَة وَمن ذَلِك مَا أخرجه مُسلم وَغير من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ وَأبي سعيد رَضِي الله عَنهُ أَنَّهُمَا شَهدا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لَا يقْعد قوم يذكرُونَ الله إِلَّا حفتهم الْمَلَائِكَة وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَة وَنزلت عَلَيْهِم السكينَة وَذكرهمْ الله فِيمَن عِنْده وَثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ من الحَدِيث الطَّوِيل وَفِيه أَن الله يَقُول لملائكته اشْهَدُوا أَنِّي قد غفرت لَهُم فَيَقُول ملك من الْمَلَائِكَة فيهم فلَان لَيْسَ فيهم إِنَّمَا جَاءَ لحَاجَة قَالَ هم الْقَوْم لَا يشقى بهم جليسهم