وَالنَّسَائِيّ (قَوْله ويكرر الدُّعَاء ويلح فِيهِ) أَقُول وَجه ذَلِك مَا ثَبت من حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن الله يحب الملحين فِي الدُّعَاء أخرجه ابْن عدي فِي الْكَامِل وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَأخرج مُسلم فِي صَحِيحه أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا دَعَا كَرَّرَه ثَلَاثًا (قَوْله وَلَا يَدْعُو بإثم وَلَا قطيعة رحم) أَقُول وَجه ذَلِك مَا أخرجه مُسلم وَغَيره من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُسْتَجَاب للْعَبد مَا لم يدع بإثم أَو قطيعة رحم وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلى قَالَ الْمُنْذِرِيّ بأسانيد جَيِّدَة من حَدِيث أبي سعيد رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَا من مُسلم يَدْعُو بدعوة لَيْسَ فِيهَا إِثْم وَلَا قطيعة رحم إِلَّا أعطَاهُ الله بهَا إِحْدَى ثَلَاث أما أَن يعجل لَهُ دَعوته وَإِمَّا أَن يدخرها لَهُ فِي الْآخِرَة وَإِمَّا أَن يصرف عَنهُ من السوء مثلهَا وَأخرجه الْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد (قَوْله وَلَا بِأَمْر قد فرغ مِنْهُ) أقوم وَجه ذَلِك أَن الشَّيْء إِذا قد فرغ مِنْهُ لم يتَعَلَّق بِالدُّعَاءِ فِيهِ فَائِدَة وَقد روى مُسلم وَالنَّسَائِيّ مَا يدل على ذَلِك من حَدِيث أم حَبِيبَة رَضِي الله عَنْهَا لما سَمعهَا تَدْعُو للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولأبيها ولأخيها بِأَن يمتعها الله بهم فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لن يعجل الله شَيْئا قد أَجله الحَدِيث (قَوْله وَلَا بمستحيل) أَقُول وَجه ذَلِك أَن الدُّعَاء بالمستحيل هُوَ من الاعتداء فِي الدُّعَاء وَقد ثَبت النَّهْي القرآني عَنهُ قَالَ الله تَعَالَى {ادعوا ربكُم تضرعا وخفية إِنَّه لَا يحب الْمُعْتَدِينَ} وَأخرج البُخَارِيّ تَعْلِيقا عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله تَعَالَى {إِنَّه لَا يحب الْمُعْتَدِينَ} قَالَ فِي الدُّعَاء وَغَيره وَأخرج أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وَابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن عبد الله بن مُغفل رَضِي الله عَنهُ أَنه سمع ابْنه يَقُول اللَّهُمَّ أَنِّي أَسأَلك الْقصر الْأَبْيَض عَن يَمِين الْجنَّة إِذا دَخَلتهَا فَقَالَ أَي بني سل الله الْجنَّة وتعوذ من النَّار فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِنَّه سَيكون