وَمن ذَلِك مَا أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير من حَدِيث معَاذ بن جبل رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا من دَعْوَة احب إِلَى الله أَن يَدْعُو بهَا أحد من أَن يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك المعافاة والعافية فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
فَهَذَا الحَدِيث قد دلّ على أَن الدُّعَاء بالعافية أحب إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من كل دُعَاء كَائِنا مَا كَانَ كَمَا يفِيدهُ هَذَا الْعُمُوم وتدل عَلَيْهِ هَذِه الْكُلية فَجمع هَذَا الدُّعَاء بِهَذِهِ الْكَلِمَة بَين ثَلَاث مزايا
أَولهَا شُمُوله لخيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
وَثَانِيها أَنه أفضل الدُّعَاء على الْإِطْلَاق
وَثَالِثهَا أَنه أحب إِلَى الله سُبْحَانَهُ من كل دُعَاء يَدْعُو بِهِ العَبْد على الْإِطْلَاق كَائِنا مَا كَانَ وَمن ذَلِك مَا أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الله بن جَعْفَر رَحمَه الله قَالَ كنت مَعَ عبد الله بن جَعْفَر إِذْ جَاءَهُ رجل فَقَالَ مرني بدعوات يَنْفَعنِي الله بِهن قَالَ نعم سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسَأَلَهُ رجل عَمَّا سَأَلتنِي عَنهُ فَقَالَ سل الله الْعَفو والعافية فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَفِي إِسْنَاده سُلَيْمَان بن دَاوُد الشَّاذكُونِي وَفِيه ضعف وَمن ذَلِك الحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْبَزَّار عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْعَفو والعافية فِي ديني ودنياي وَأَهلي وَمَالِي الحَدِيث
وَفِيه دَلِيل على شُمُول هَذِه الدعْوَة بِهَذِهِ الْكَلِمَة لخيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمن ذَلِك مَا أخرجه التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالنَّسَائِيّ وَابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان وصححاه من حَدِيث أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يرد الدُّعَاء بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة قيل مَاذَا نقُول يَا رَسُول الله قَالَ سلوا الله الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمن ذَلِك مَا أخرجه النَّسَائِيّ وَغَيره من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ سلوا الله الْعَفو والعافية
وَبِالْجُمْلَةِ فالأحاديث فِي هَذَا الْمَعْنى كَثِيرَة جدا مِنْهَا مَا ورد فِي الدُّعَاء بِخُصُوص