دوائر السَّعَادَة والشقاوة كَمَا تدل عَلَيْهِ الْأَحَادِيث الَّتِي قدمنَا ذكرهَا فِي هَذَا الْكتاب وَسَأَلَ الله أَن يكون خير أَيَّامه يَوْم يلقاه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِأَن ذَلِك الْوَقْت هُوَ وَقت الظفر بِالرَّحْمَةِ الواسعة والفوز بِمَا لَا خير يُسَاوِيه وَلَا نعْمَة تضاهيه وَكَون ذَلِك الْيَوْم خير أَيَّامه يسْتَلْزم أَن يكون ينَال فِيهِ مَا يرجوه ويظفر بِمَا يَطْلُبهُ لِأَنَّهُ لَو لم يحصل لَهُ ذَلِك لم يكن خير أَيَّامه وَقد سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا الدُّعَاء وَقَررهُ فَكَانَ الدُّعَاء بِهِ من السّنة وَقد تقرر أَن السّنة قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفعله وَتَقْرِيره (قَوْله يَوْم أَلْقَاك فِيهِ) هَكَذَا وَقع فِي بعض النّسخ بِفَتْح يَوْم من دون تَنْوِين وَذَلِكَ جَائِز كَمَا تقرر فِي علم النَّحْو لِأَن الظّرْف الْمُضَاف إِلَى الْجُمْلَة يجوز بِنَاؤُه على الْفَتْح //

(اللَّهُمَّ بَارك لي فِي ديني الَّذِي هُوَ عصمَة أَمْرِي وَفِي آخرتي الَّتِي إِلَيْهَا مصيري وَفِي دنياي الَّتِي فِيهَا بلاغي وَاجعَل الْحَيَاة زِيَادَة لي فِي كل خير وَاجعَل الْمَوْت رَاحَة لي من كل شَرّ (ز)) // الحَدِيث أخرجه الْبَزَّار كَمَا قَالَ المُصَنّف رَحمَه الله وَهُوَ من حَدِيث الزبير بن الْعَوام رَضِي الله عَنهُ قَالَ إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول اللَّهُمَّ بَارك لي فِي ديني الحَدِيث الخ قَالَ فِي مجمع الزَّوَائِد رَوَاهُ الْبَزَّار وَرِجَاله رجال الصَّحِيح غير صَالح بن مُحَمَّد جزرة وَهُوَ ثِقَة انْتهى وَقد تقدم حَدِيث أبي هُرَيْرَة عِنْد مُسلم قَرِيبا وَهُوَ بِمَعْنى هَذَا الحَدِيث وَأكْثر أَلْفَاظه وَقد شرحناه هُنَالك وَكَانَ على المُصَنّف رَحمَه الله أَن يضم هَذَا الحَدِيث إِلَى ذَلِك الحَدِيث إِذْ لم يكتف بِمَا فِي الصَّحِيح وَلَا وَجه لهَذَا التَّفْرِيق الَّذِي جعله بَينهمَا //

(اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك عيشة نقية وميتة سوية ومردا غير مخزي وَلَا فاضح (ط)) // الحَدِيث أخرجه الطَّبَرَانِيّ كَمَا قَالَ المُصَنّف رَحمَه الله وَهُوَ من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول اللَّهُمَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015