لكل خير وبفعل الْخَيْر الْفَوْز بِالْأَجْرِ وَسَأَلَهُ ترك الْمُنْكَرَات وَذَلِكَ شَامِل لكل مُنكر وَبِذَلِك السَّلامَة من الْوزر وَسَأَلَهُ حب الْمَسَاكِين لِأَن حبهم دَلِيل كَمَال الْإِيمَان وَشعْبَة من شعب التَّوَاضُع وَلِهَذَا أَمر الله سُبْحَانَهُ رَسُوله الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَن يصبر نَفسه مَعَهم وَقَالَ سُبْحَانَهُ {واصبر نَفسك مَعَ الَّذين يدعونَ رَبهم} الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى {عبس وَتَوَلَّى أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى} وَسَأَلَهُ الْمَغْفِرَة وَالرَّحْمَة لِأَن من غفر الله لَهُ ذنُوبه واختصه برحمته فَلَا يشقى أبدا وَسَأَلَهُ أَن يتوفاه غير مفتون إِذا أَرَادَ بِقوم فتْنَة وَذَلِكَ تَعْلِيم مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأمته كَيفَ يدعونَ لِأَنَّهُ مَعْصُوم عَن أَن يكون مفتونا أَو أَن يُؤثر فِيهِ ذَلِك ثمَّ سَأَلَهُ سُبْحَانَهُ أَن يرزقه حبه عز وَجل لِأَن من أحب الله عز وَجل أحبه الله سُبْحَانَهُ وَمن أحبه الله سُبْحَانَهُ فقد فَازَ بِمَا لَا يُسَاوِيه شَيْء مَعَ استلزامه حبه عز وَجل لعَبْدِهِ أَن يدْخلهُ الْجنَّة وَأَن يصرفهُ بِهِ عَن النَّار وَأَن يصلح لَهُ أُمُور دينه ودنياه كلهَا وَقد أرشدنا الله سُبْحَانَهُ إِلَى الشَّيْء الَّذِي يحصل بِهِ من الله الْمحبَّة لنا بقوله تَعَالَى {إِن كُنْتُم تحبون الله فَاتبعُوني يحببكم الله} وَقد ورد فِي السّنة ذكر الْأَسْبَاب الَّتِي يتسبب إِلَى محبَّة الله سُبْحَانَهُ وَسَأَلَهُ حب من يُحِبهُ فَإِنَّهُ لَا يحب الله عز وَجل إِلَّا المخلص من عباده فحبهم طَاعَة من الطَّاعَات وقربة من الْقرب وَسَأَلَهُ أَن يرزقه من الْعَمَل الَّذِي يقربهُ إِلَى محبَّة لِأَنَّهُ من أحب الشَّيْء استكثر مِنْهُ ودوام عَلَيْهِ //
(اللَّهُمَّ متعني بسمعي وبصري واجعلهما الْوَارِث مني وَانْصُرْنِي على من ظَلَمَنِي وَخذ مِنْهُ بثاري (ت. مس. ز)) // الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَالْبَزَّار فِي مُسْنده كَمَا قَالَ المُصَنّف رَحمَه الله وَهُوَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو فَيَقُول اللَّهُمَّ متعني بسمعي وبصري الحَدِيث الخ قَالَ التِّرْمِذِيّ بعد إِخْرَاجه هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه وَأخرجه أَيْضا الطَّبَرَانِيّ من حَدِيثه بِهَذَا اللَّفْظ إِلَّا أَنه قَالَ وَأَرِنِي فِيهِ ثَأْرِي وَأقر بذلك عَيْني وَأخرجه أَيْضا الْبَزَّار من حَدِيثه قَالَ فِي مجمع الزَّوَائِد بِإِسْنَاد جيد وَأخرجه أَيْضا الْبَزَّار من حَدِيث جَابر وَفِي إِسْنَاده لَيْث بن أبي سليم وَهُوَ مُدَلّس وَبَقِيَّة