وَعبد بن حميد وَقد ورد فِي الِاسْتِعَاذَة من هَذِه الْأَرْبَع أَحَادِيث سَيَأْتِي ذكرهَا قَرِيبا إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقد اشْتَمَل هَذَا الحَدِيث على الدُّعَاء مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَن يُعْطي الله سُبْحَانَهُ نَفسه تقواها وَأَن يزكيها أَي يَجْعَلهَا زاكية كَامِلَة فِي الْإِيمَان ثمَّ استعاذ من علم لَا ينفع لِأَنَّهُ يكون وبالا على صَاحبه وَحجَّة عَلَيْهِ واستعاذ أَيْضا من الْقلب الَّذِي لَا يخشع لِأَنَّهُ يكون حِينَئِذٍ قاسيا لَا تُؤثر فِيهِ موعظة وَلَا نصيحة وَلَا يرغب فِي ترغيب وَلَا يرهب من ترهيب واستعاذ من النَّفس الَّتِي لَا تشبع لِأَنَّهَا تكون متكالبة على الحطام متجزئة على المَال الْحَرَام غير قانعة بِمَا يكفيها من الرزق فَلَا تزَال فِي تَعب فِي الدُّنْيَا وعقوبة فِي الْآخِرَة واستعاذ من الدعْوَة الَّتِي لَا تستجاب لَهَا لِأَن الرب سُبْحَانَهُ هُوَ الْمُعْطِي الْمَانِع الباسط الْقَابِض الضار النافع فَإِذا توجه العَبْد إِلَيْهِ فِي دُعَائِهِ وَلم يستجب دَعوته فقد خَابَ الدَّاعِي وخسر لِأَنَّهُ طرد من الْبَاب الَّذِي لَا يستجلب الْخَيْر إِلَّا مِنْهُ وَلَا يستدفع الضّر إِلَّا بِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذ بك مِمَّا استعاذ بك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم //
(اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من شَرّ مَا عملت وَمن شَرّ مَا لم أعمل (م. س. د. ق) اللَّهُمَّ أَنِّي أعوذ بك من شَرّ مَا علمت وَمن شَرّ مَا لم أعلم (س. مص)) // الحَدِيث أخرجه بِاللَّفْظِ الأول مِنْهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه كَمَا قَالَ المُصَنّف رَحمَه الله وكلا اللَّفْظَيْنِ من حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول فِي دعائة اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من شَرّ مَا عملت وَمن شَرّ مَا لم أعمل هَكَذَا أخرجه مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وَالنَّسَائِيّ وَفِي رِوَايَة للنسائي من شَرّ مَا علمت وَمن شَرّ مَا لم أعلم وَهَكَذَا فِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة وكلا اللَّفْظَيْنِ من جَوَامِع الْكَلم الَّتِي تجْرِي كثيرا على اللِّسَان النَّبِي المصطفوي وَقد استعاذ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من شَرّ أَعماله الَّتِي قد عَملهَا وَمن شَرّ أَعماله الَّتِي سيعملها كَمَا استعاذ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى من شَرّ الْأُمُور الَّتِي يعلمهَا وَمن شَرّ