النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويروي هَذَا الحَدِيث من غير هَذَا الْوَجْه من حَدِيث ابْن مَسْعُود رَوَاهُ أَبُو الْأَحْوَص عَن عبد الله بن مَسْعُود والْحَدِيث فِيهِ التَّصْرِيح بِأَن قَارِئ الْقُرْآن لَهُ بِكُل حرف مِنْهُ حَسَنَة والحسنة بِعشر أَمْثَالهَا وَلما كَانَ الْحَرْف فِيهِ يُطلق على الْكَلِمَة المتركبة من حُرُوف أوضح صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ان المُرَاد هُنَا الْحَرْف الْبَسِيط الْمُنْفَرد لَا الْكَلِمَة وَهَذَا أجر عَظِيم وثواب كَبِير وَللَّه الْحَمد //
(الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن وَهُوَ ماهر بِهِ مَعَ السفرة الْكِرَام البررة وَالَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن ويتتعتع فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شاق فَلهُ أَجْرَانِ (خَ. م)) // الحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم كَمَا قَالَ المُصَنّف رَحمَه الله وَهُوَ من حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الماهر بِالْقُرْآنِ مَعَ السفرة الْكِرَام البررة الحَدِيث الخ وَهَذَا لفظ مُسلم وَفِي رِوَايَة وَالَّذِي يشْتَد عَلَيْهِ لَهُ أَجْرَانِ وَأخرجه من حَدِيثه أهل السّنَن (قَوْله ماهر بِهِ) أَي حاذق فِي حفظه وتلاوته لَا يتَوَقَّف وَلَا يتَرَدَّد عِنْد التِّلَاوَة وَلَا يشق عَلَيْهِ قِرَاءَته لجودة حفظه وَحسن أَدَائِهِ (قَوْله مَعَ السفرة الْكِرَام) السفرة جمع سَافر وهم الرُّسُل من الْمَلَائِكَة لأَنهم يسفرون إِلَى النَّاس برسالات الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَالْمعْنَى أَن هَذَا التَّالِي لِلْقُرْآنِ مَعَ مهارته بِهِ قد يكون مَعَ الْمَلَائِكَة الَّذين يرسلهم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِلَى عباده وَقيل المُرَاد بالسفرة الكتبة الَّذين يَكْتُبُونَ أَعمال الْعباد من الْمَلَائِكَة والبررة المطيعون من الْبر وَهُوَ الطَّاعَة (قَوْله ويتتعتع) من التتعتع وَهُوَ التَّرَدُّد فِي قِرَاءَته لضعف حفظه أَو لثقل لِسَانه فَهَذَا يُعْطي أَجْرَانِ أَحدهمَا بِالْقِرَاءَةِ وَالْآخر بالمشقة الْحَاصِلَة عَلَيْهِ من التَّرَدُّد فِي الْقِرَاءَة وَأما الماهر فَأَجره عَظِيم صَار بِهِ مَعَ الْمَلَائِكَة المقرين وَذَلِكَ لَا يُشبههُ أجر ورتبة لَا تماثلها رُتْبَة //