جرت بِهِ عَادَته وَهَاهُنَا قد أَدخل أحد الْحَدِيثين بَين طرفِي الآخر كَمَا عرفت //
(وَإِن جَاءَ مَعَ الرّيح ظلمَة تعوذ بالمعوذتين (د) وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك من خير هَذِه الرّيح وَخير مَا فِيهَا وَخير مَا أمرت بِهِ وَأَعُوذ بك من شَرّ هَذِه الرّيح وَشر مَا فِيهَا وَشر مَا أمرت بِهِ (ت)) // الحَدِيث الثَّانِي أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقد خلطه المُصَنّف من حديثين حَيْثُ قَالَ بعد الْفَصْل الأول وَقَالَ اللَّهُمَّ فَإِن ذَلِك يُفِيد أَن الحَدِيث وَاحِد وَلَيْسَ كَذَلِك فَالْأول أخرجه أَبُو دَاوُد من حَدِيث عقبَة بن عَامر قَالَ بَينا أَنا أَسِير مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين الحجفة والأبواء إِذْ غشيتنا ريح وظلمة شَدِيدَة فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَعَوَّذ ب {أعوذ بِرَبّ الفلق}
و {أعوذ بِرَبّ النَّاس} وَيَقُول يَا عقبَة تعوذ بهَا فَمَا متعوذ بِمِثْلِهَا وَقَالَ سمعته يؤمنا بهما فِي الصَّلَاة
والْحَدِيث الثَّانِي أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حسن صَحِيح من حَدِيث أبي بن كَعْب رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تسبوا الرّيح فَإِذا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقولُوا اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلك الخ وَأخرجه أَيْضا النَّسَائِيّ قَالَ التِّرْمِذِيّ صَحِيح وَفِي الْبَاب عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَأبي هُرَيْرَة وَعُثْمَان بن أبي الْعَاصِ وَأنس بن مَالك وَابْن عَبَّاس وَجَابِر وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَالْحَاكِم وَابْن حبَان وَصَححهُ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول الرّيح من روح الله تَأتي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ فَإِذا رأيتموها فَلَا تسبوها واسئلوا الله خَيرهَا واستعيذوا بِاللَّه من شَرها وَبِهَذَا يعرف أَن الرّيح قد تَأتي بِالْخَيرِ وَقد تَأتي بِالشَّرِّ فَلَعَلَّ وَجه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رياحا وَلَا تجعلها ريحًا أَن الرِّيَاح لَا تَأتي إِلَّا بِالْخَيرِ وَالرِّيح تَأتي تَارَة بِهَذَا وَتارَة بِهَذَا فَسَأَلَ الله أَن يَجْعَلهَا رياحا لِأَنَّهَا خير مَحْض وَلَا يَجْعَلهَا ريحًا تحْتَمل الْخَيْر وَالشَّر //