فأما مماليك المعتضد بالله فإنه رتب أمرهم على المقام في القصر والحجر تحت مراعاة الخدم الأُستاذين، وسماهم الحجرية ومنعهم من الخروج والركوب إلا مع خلفاء الأُستاذين.

أرزاق الفرسان من الأحرار والمميزين الذين كانت أيام شهرهم خمسين فجعلت تسعين ونسبوا عند ذلك إلى التسعينية. وكان المعتضد بالله عرض جمهور الجند في الميدان الصغير الذي فيه دار الأزج والأربعيني والمقاصير والسجون، وجلس لذاك في مجالس وخورنقات على ظهور المجالس والأروقة التي تلي بركة السباع، ويرتقى إليها من درجة في حجرة كانت هناك للوضوء، ولم يكن يدخل الدار الحسنية يومئذ إلا الخدم برسم الخدمة، وعبيد الله بن سليمان وبدر ورائد ومن رسمه أن يغلق أبواب البستان في الصحن الحسني، ويقف القواد والغلمان بين يديه في الميدان، ويجلس كتاب العطاء أسفل بحيث لا يراهم، ويتقدم القائد ومعه جريدة بأسماء أصحابه وأرزاقهم فيأخذها خادم منه ويصعد بها إلى المعتضد بالله، ويدعو عبيد الله بن سليمان بواحد واحد ممن فيها، فيدخل الميدان ويمتحن على البرجاص، فإن كان يرمي رمياً جيداً. وهو متمكن من نفسه، ومستقر في سرجه ومصيب أو مقارب في رميه، علم على اسمه ج وهي علامة الجيد، ومن كان دون ذلك علم على اسمه ط وهي علامة المتوسط، ومن كان متخلفاً لا يحسن أن يركب فرسه أو يرمي هدفه علم على اسمه د وهي علامة الدون. ثم يحمل بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015