السودان وأكثرهم مماليك الناصر رحمه الله من زغاوة ونوبة ابتيعوا من مصر ومكة. ومنهم الزنج العجم المستأمنة من عسكر الخارجي بالبصرة ممن كان صبر معه وألقى نفسه عليه عند قتله، وهم غتم قح يأكلون لحوم الناس والبهائم الميتة، وقد عوقبوا على ذلك فلم يرجعوا، وكانوا منفردين لا يختلطون بالبيضان. ومن رسمهم أن ينوبوا في مصاف باب الخاصة وحوالي القصر، ولهم وظيفة يميزون بها لقلة رزقهم في اليوم ثلاثمائة دينار.
أرزاق الغلمان الذين أعتقهم الناصر رحمه الله ويعرفون بالغلمان الخاصة، وقد كان أضافهم في الجريد إلى الأحرار الذين أيام شهرهم خمسون يوماً ليكونوا مختلطين بالقواد والموالي، فلا يقدرون أنهم مفضلون عليهم في زيادة رزق أو نقصان مدة، وكانت أيام شهرهم في القديم أربعين يوماً فأساءوا الأدب في بعض الأوقات في مطالبة كانت منهم، فحلف أن يجعل أيام شهرهم خمسين يوماً، وفعل وجرى الأمر على ذاك. فلما قام المعتضد بالله نقلهم إلى جملة الأحرار وجعل أيام شهرهم ستين يوماً، وفيهم حاجبه وخلفاء الحجاب وعدتهم خمسة وعشرون رجلاً، خمسة ملازمون وعشرون نوبتيون. فإذا وقع سفر قريب أو بعيد أمر جميعهم بالملازمة الدائمة في المضرب والموكب، وكان لهم دواب في الاصطبل فأُسقطت علوفتها من مال الطمع من جملة ستين ألف دينار في الشهر ألف دينار.