ما عاملتني به، لأن أمير المؤمنين أيده الله أمرك في نكبتي بالإفراج عن بعض وقوفي فرجعت ودافعت، حتى إذا ما لم تجد مدفعاً استخرجت ما فيها ورددتها فارغة وأنا قد أطلقتها لك بغلاتها وأموالها، وما استحللت إطلاق أيدي العمال في وقوف. فشكره علي بن عيسى وقال: أيها الوزير فني الحديث إلا هذا. ودخل المحسن في القول في الزيادة من توبيخ علي بن عيسى في فعله، فقال له قولاً لاطفه فيه وفي عرضه: أنا والله أستحليك فغلظت هذه اللفظة على المحسن وغاظته. فأجابه المحسن جواباً حشمه فسكته أبوه. ثم أقبل على علي بن عيسى فقال له: أبو أحمد كاتب أمير المؤمنين وصنيعته ووصف موضعه منه، وتفويضه إليه فاعتذر علي ابن عيسى من كلمته أشد اعتذار، ورجع أبو الحسن إلى قراءة التذكرة. وكان الباب الثاني منها: الإفراج عن دوري وعقاري ببغداد. فقال له ابن الفرات أما دورك وولدك فما عرض لهم. وأما عقارك فأنا أطلقه. ووقع بذلك. وكان الباب الثالث: كتب أمان لأولادي وأسبابي. فقال له ابن الفرات: أما أولادك فلا علقة عليهم، لأنك ما صرفتهم في أيامك ولا قلدتهم شيئاً من أعمالك، ولكني أستظهر لك ولهم بالأمان، وأما أسبابك فسم من تريد ممن لا تبعة عليه. فأسمي جماعةً. وكتب الأمان لهم ولأولاده.