الغاية يعلمه، وإن سئل عنه صدق. هذا مع رفقي بالرعية، وعمارتي النواحي المختلة، وإزالتي عنها كل ظلم ومؤونة، حتى صارت أيام أمير المؤمنين أطال الله بقاءه منذ خدمته أيام الخير، وفيها الآثار الموصوفة، وامتلأت قلوبها هيبةً بعد أن كانت تثب على الرؤساء، وترمي بالحجارة على ما قيل لي عند اجتيازهم في دجلة. وأما الاستحقاقات المتأخرة فلست أعرفها، وبباب أمير المؤمنين الكثير من الغلمان والحاشية والفرسان والرجالة، وما أحسب صنفاً من هذه الأصناف يقدر أن يقول: إنه قبض في وقت من الأوقات قبضاً متصلاً، وليس يقول أحد منهم إنه دفع عن استحقاق ولا تأخر له شيء من رزقه ونزله. وكذلك الفرسان والعساكر الخارجة مع مؤنس وغيره مستوفية، وأكثر من بالحضرة هذه سبيلهم به. وقد حضروا منذ مدة بباب العامة، وطالبوا، فأدخلت طائفةً منهم ونوظرت، فلم تكن لهم حجة في الاستحقاقات، وإنما التمسوا الزيادة والنظر والصلة، وهذا خارج عن الواجب، ولو منع بعضهم فلم يعط شيئاً لكان ذلك واجباً صالحاً. ومتى كان الجند يوفون حتى لا يكون لهم شيء متأخر؟ ما كان هذا في زمن من الأزمان وما تركت أن قلت لسيدنا أمير المؤمنين أعزه الله في ذلك ما يجب أن أقوله، وخاطبت أم موسى مرةً بعد مرة فيه، وأما ما قيل للسيدة أعزها الله في استعفائي فلم أستعف نصاً، ولو حملت الرماد على رأسي لما تكرهت ذلك ولا تأبيته، وإني لأُلزم نفسي الصبر على كل نائبةً في خدمة سيدنا أمير المؤمنين أيده الله وأرى ذلك ديانة، ولكني أعز الله السيدة أضجر كما يضجر الناس إذا خوطب بما لا يحب، وأنا أبلغ جهدي في النصيحة وتأدية الأمانة، فإن كان ذلك واقعاً موقعه فهو الذي أقصد، وإن كان يظن بي غير ما أنا عليه فهي المصيبة. وقد يحرم الإنسان ثمرة اجتهاده، ويقع ما يفعله على خلاف مذهبه واعتماده، وما يسعني ولا يحل لي أن أؤخر الصدق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015