فأما أبو مروان عبد الملك بن محمد بن عبد الملك الزيات الخرائطي فكان يتولى ديوان الخرائط المسمى ديوان البريد وحده ثلاثين سنة، وكان يكاتب: مد الله في عمرك، وأكرمك، وأتم نعمته عليك، وأدامها لك.
الطبقة الأولى ممن يتقلد الأعمال الجليلة: أكرمك الله، ومد في عمرك، وأتم نعمته عليك وأدامها لك. والعنوان: لأبي فلان فلان بن فلان، أكرمه الله، من أبي الحسن. والطبقة الثانية منهم: أكرمك الله وأبقاك، وأتم نعمته عليك وأدامها لك. والطبقة الثالثة: حفظك الله وأبقاك وأمتع بك. وعلى مثل ذلك يكاتب أصحاب الخرائط في النواحي. وأصحاب الوزير الذين من قبله: أبقاك الله.
وحدث أبو علي بن هبنتي القنائي قال. كان بشر بن علي كاتب حامد صديقاً لي ولأبي يعقوب أخي. فلما تقلد أبو الحسن بن الفرات الوزارة في الدفعة الثالثة، واستعرت الدنيا ناراً بشر ابنه المحسن، وتسلطه وتبسطه، طلب بشراً وأبا محمد بن عينونة في جملة من طلبه، وتتبعه وكبس عليه واستقصى في أمره. فأما بشر فإنه أخذ لنفسه عند القبض على حامد صاحبه بأن استتر وأخفى نفسه وشخصه. وأما ابن غينونة فإنه حصل عندي حصولاً لم أعلم أخي به خوفاً من أن يحلف فيدل عليه. واتفق أن كتب أخي إلى بشر رقعةً ضمنها كل إرجاف وفضول وما اطلع