على القصة، وقال له: لن تعدم نصيبك يا أبا القاسم. وأوصل إليه في أوقات مائة ألف دينار عظمت بها حاله، وابتاع منها ضياعاً جليلة بنواحي واسط، حتى كتب إلى القاهر بالله يخطب وزارته فدفع رقعته إلى أبي العباس الخصيبي وسأله عنه، فقال: هذا رجل جاهل أخذ من المال في أيام ابن الفرات كذا وكذا المبلغ الذي ذكرناه وأنا أستخرجه منه. وانصرف ووقع إليه: قد رسم تقليدك بعض الدواوين فاحضر. فقدر ان رقعته قد حركت أمره، وبادر فقبض عليه، وأخذ خطه بمائة ألف دينار، أدى بعضها وكتب على ضيعته بباقيها ونفاه إلى الموصل.
وحدث أبو علي عبد الرحمن قال: فلما حصل أبو الحسن أخي بمكة خرجت للحج وتجديد العهد به، ووصلت إليه واجتمعت معه، وورد عليه كتاب ابن الفرات بالإذن له في الحج، لأنه كان محبوساً في داره، ممنوعاً من التصرف على إيثاره، ووافى بعد أيام أبو الحسن عبيد الله بن عيسى أخي في الرفقة الأخيرة، فسأله أخي عن شخوصه من مدينة السلام ووقته. فقال: خرجت في آخر الناس لاحتباسي على لقاء ابن الفرات ووداعه. فقال عبد الرحمن: فلما كان يوم الأربعاء لست خلون من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين مضيت إلى المسجد الحرام ارتفاع النهار، وصليت وطفت وسعيت وعدت إلى المسجد، وجلست عند باب السهميين، فوافاني خادم لنا أسود شيخ يقال له مقبل غلام الجدة، واستنهضني فنهضت إلى جوار المسجد، وقال لي: اعلم أن سيما الفلاني من غلمان الحجر لقيني الساعة وهو صديقي وأعلمني سراً أن ابن الفرات قد قبض عليه. فورد علي من السرور ما لم أتمالك نفسي، وبادرت