فمن ذلك قوله تعالى في سورة " يوسف " عليه السلام:
قرئ بجرّ الضاد من (الْأَرْضِ) ورفعها ونصبها:
فأما قراءة الجرّ فقرأ بها السبعة، ووجهها أنّه معطوف على (السموات)
والتقدير: وكأيّن من آية في الأرض.
والضمير في (عليها) و (عنها) على
هذه القراءة عائدان على (آية) أي: يمرّون على تلك الآيات ويشاهدون
تلك الدّلالات ومع ذلك لا يعتبرون.
وقيل: يعود الضمير على (الأرض)
و (يمرّون) حال منها.
وأما قراءة الرفع فقرأ بها عكرمة، وعمرو بن فائد، ووجهها أنّه مبتدأ.
وخبره (يمرّون) ، والمعنى: يمرّون عليها فيشاهدون ما فيها من الآيات.
والضمير في (عليها) و (عنها) يعود على (الأرض) .
وأما قراءة النصب فقرأ بها السُّديّ، ووجهها أنّه منصوب بفعل مضمر
من باب الاشتغال، التقدير: يطئون الأرض.
وإنّما قدّرنا يطئون الأرض لأن (يمرّون) يتعدّى بحرف الجرّ، فقدّرنا فعلاً من معناه يصل بنفسه، ومثله قوله تعالى: (وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ) ، أي: ويعذّب الظالمين