وتقدم أيضا مع الأحاديث في هجر أهل المعاصي.

والاستدلال بهذين الحديثين على ترك السلام على أهل الأهواء وبحديث كعب على مجانبتهم في غاية القوة والمناسبة لأن الجميع مشتركون في اسم المعصية إلا أن معصية هؤلاء المذكورين في هذه الأحاديث خفيفة بالنسبة لمعصية أهل الأهواء.

وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد هجر كعبا وصاحبيه وجانبهم وأمر أصحابه بهجرهم ومجانبتهم من أجل تخلفهم عن الجهاد الواجب عليهم وهجر زينب وجانبها من أجل القول الذي قالته في حق صفية.

ولم يرد السلام على عمار من أجل الخلوق الذي كان في يديه، فهجر أهل البدع ومجانبتهم مطلوبة بطريق الأولى والأحرى لأن ضررهم على الاسلام والمسلمين أعظم من ضرر أهل المعاصي والله أعلم.

وقد روى أبو بكر الآجري بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب. وروى أيضا بإسناده عن أبي قلابة أنه قال: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم. وقد رواه الدارمي في سننه بنحوه.

وروى محمد بن وضاح بإسناده عن الحسن أنه قال: لا تجالس صاحب بدعة فإنه يمرض قلبك. وروى الدارمي في سننه عن الحسن وابن سيرين أنهما قالا: لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولاتسمعوا منهم. وروى الدارمي أيضا عن أبي جعفر محمد بن علي وقال: لا تجالسوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015