ما يلهي ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة وفيها من المفاسد نحو مافي النرد والشطرنج أو أعظم.
وقال أبو داود أيضا: قلت لأحمد أمر بالقوم يتقاذفون أسلم عليهم , قال: هؤلاء قوم سفهاء والسلام اسم من أسماء الله تعالى. وقال أبو داود أيضا: قلت لأحمد أسلّم على المخنث قال: لا أدري السلام اسم من أسماء الله تعالى.
قلت: ظاهر هاتين الروايتين كراهة السلام على المخنث وعلى الذين يتقاذفون لأن ترك السلام عليهم فيه تعظيم لأسماء الله تعالى وصيانة لها عن الابتذال , والمخنث هو المؤنث الذي يتشبه بالنساء. ومن هذا الباب حلق اللحى فمن حلق لحيته فهو من المخنثين لأنه قد رغب عن مشابهة الرجال وآثر مشابهة النساء في نعومة الخدود وعدم الشعر في الوجه , وفاعل ذلك لا ينبغي السلام عليه لمجاهرته بالمعصية.
وقد روى أبو نعيم في الحلية بإسناد جيد عن زياد بن حدير قال: قدمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعليّ طيلسان وشاربي عاف فسلمت عليه فرفع رأسه فنظر إليّ ولم يرد علي السلام فانصرفت عنه فأتيت ابنه عاصما فقلت له: لقد رميت من أمير المؤمنين في الرأس فقال: سأكفيك ذلك , فلقي أباه فقال: يا أمير المؤمنين أخوك زياد بن حدير يسلم عليك فلم ترد عليه السلام، فقال: إني قد رأيت عليه طيلسانا ورأيت شاربه عافيا , قال: فرجع إلي فأخبرني فانطلقت فقصصت شاربي وكان معي برد شققته فجعلته