الدرداء رضي الله عنه من يعذرني من معاوية ... إلخ. قال ابن عبد البر: كان ذلك منه أنفة من أن يرد عليه سنة علمها من سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأيه. وصدور العلماء تضيق عن مثل هذا وهو عندهم عظيم رد السنن بالرأي، قال: وجائز للمرء أن يهجر من لم يسمع منه ولم يطعه وليس هذا من الهجرة المكروهة، ألا ترى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر الناس أن لا يكلموا كعب بن مالك حين تخلف عن تبوك. قال: وهذا أصل عند العلماء في مجانبة من ابتدع وهجرته وقطع الكلام عنه، وقد رأى ابن مسعود رضي الله عنه رجلا يضحك في جنازة، فقال: والله لا أكلمك أبدا. انتهى كلام ابن عبد البر رحمه الله تعالى.
وهذا الأثر الذي ذكره عن ابن مسعود رضي الله عنه قد رواه الإمام أحمد في كتاب الزهد فقال: حدثنا سفيان حدثنا عبد الرحمن بن حميد سمعه من شيخ من بني عبس: أبصر عبد الله رضي الله عنه رجلا يضحك في جنازة فقال: تضحك في جنازة، لا أكلمك أبدا.
وفي الصحيحين عن عبد الله بن بريدة قال: رأى عبد الله بن