وروى الترمذي أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله تبارك وتعالى قال: لقد خلقت خلقا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر فبي حلفت لأتيحنهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا فبي يغترون أم علي يجترئون) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وفي هذين الحديثين إشارة إلى أهل العقل المعيشي النفاقي وما هم عليه من المنافقة باللسان والتكلف والتصنع في الظاهر يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في وصف أهل هذا العقل: يظن أربابه أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون، فإنهم يرون العقل أن يرضوا الناس على طبقاتهم ويسالموهم ويستجلبوا مودتهم ومحبتهم وهذا مع أنه لا سبيل إليه فهو إيثار للراحة والدعة على مؤنة الأذى في الله والموالاة فيه والمعاداة فيه وهو وإن كان أسلم عاجلة فهو الهلك في الآجلة فإنه ما ذاق طعم الإيمان من لم يوال في الله ويعاد فيه فالعقل كل العقل ما أوصل إلى رضا الله ورسوله والله الموفق اهـ.
وفي حديث مرفوع ذكره ابن عبد البر وغيره: (أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل قل لفلان العابد: أما زهدك في الدنيا، فقد تعجلت به الراحة، وأما انقطاعك إلي، فقد اكتسبت به العز فما عملت فيما لي عليك، قال: وما لك علي، قال هل واليت في وليا، أو عاديت في عدوا). قلت: وقد رواه أبو نعيم في الحلية من طريق محمد بن محمد بن أبي الورد قال: حدثني سعيد بن منصور حدثنا خلف بن خليفة عن