كراية ركبت عَلَيْهَا ... صفرَة بيض على رقاقه وَكَانَ أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ يَقُول، إِذا أنْشد هَذَا الْبَيْت: أَرَادَ أَبُو الْعَلَاء أَن يهجو فمدح، وَقصد أَن يقبح فحسّن، وَلَو نحا نَحْو وَصفه مادح لما زَاد.

تقبيح البنفسج

أَنْشدني الْأَمِير أَبُو الْفضل الميكالي لنَفسِهِ فِي ذَلِك: يَا مهدياً لي بنفسجاً سمجاً ... وددت لَو أَن أرضه سبخ أنذرني عَاجلا مصحفه ... بِأَن وصل الحبيب يَنْفَسِخ بعد أَن أَنْشدني فِي تحسينه: يَا مهدياً لي بنفسجاً أرجا ... يرتاح صَدْرِي لَهُ، وينشرح بشرني عَاجلا مصحفه ... بِأَن ضيق الْأُمُور ينفسح وأنشدني العوامي الرَّازِيّ والهمداني لأبي الْعَبَّاس الضَّبِّيّ فِي البنفسج مَا لم أسمع أحسن مِنْهُ وأملح وأظرف فِي مَعْنَاهُ، وَهُوَ قَوْله: ومهفهف قَالَ الْإِلَه لحسنه ... كن مجمعا للطيبات، فَكَانهُ زعم البنفسج أَنه كعذاره ... حسنا، فَسَلُوا من قَفاهُ لِسَانه لم يظلموا فِي الْحسن إِذْ مثلُوا بِهِ ... فلشد مَا رفع البنفسج شانه

تقبيح الكافور وَمَاء الْورْد والبخور

قَرَأت فصلا للصاحب بن عباد، من جَوَاب رقْعَة وَردت عَلَيْهِ فِي التمَاس أَشْيَاء عدَّة: أما الكافور فأخرته عَنْك تطيراً مِنْهُ، فلونه لون البهق، بل لون البرص، وَهُوَ مفرط الْبرد، لَا يصلح للشَّيْخ ذِي السن، يخْشَى مِنْهُ الفالج، وتحذر مَعَه اللقوة، وترتفع لَهُ الْحَرَارَة الغريزية، وبفقدها تفقد النَّفس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015