فَإِن يقم صَاحبهَا كل ذَا ... ينج، وَإِلَّا نتفوا شَاربه ولمؤلف الْكتاب: قد قلت قولا سديداً ... يروي العطاش بمائه إِن الْخراج خراج ... دواؤه فِي أذائه
كَانَ يُقَال: الْمَطَر مُفسد الميعاد. والغيث لَا يَخْلُو من العيث. وَفِي كتاب الْمُبْهِج: قد عاقت الأمطار عَن الأوطار، وحالت دون الْوِصَال. وَقَالَ أَبُو نؤاس: هُوَ الْغَيْث، إِلَّا أَنه باتصاله ... أَذَى، لَيْسَ قَول الله فِيهِ بباطل لَئِن كَانَ أَحْيَا كل رطب ويابس ... لقد حبس الأحباب بَين الْمنَازل وَقَالَ أَبُو عَليّ الْبَصِير: من تكن هَذِه السَّمَاء عَلَيْهِ ... نعْمَة، أَو يكن بهَا مَسْرُورا فَلَقَد أَصبَحت علينا عذَابا ... فلقينا مِنْهَا أَذَى وشرورا أَيهَا الْغَيْث كنت بؤساً ... لي وَلِلنَّاسِ حِنْطَة وشعيرا وَله: رَحْمَة صيّرت عليّ عذَابا ... تركت منزلي خراياً يبابا أمطرتنا خلاف مَا أمْطرت النا ... س، لَبَنًا وجندلاً وترابا
كَانَ ابْن الرُّومِي يذم الْورْد ويهجنه ويقبحه، لِأَن كَانَ يزكم من رَائِحَته. فَقَالَ فِيهِ مَا هُوَ من نَوَادِر التقبيح وعجائب التَّشْبِيه: وَقَائِل لم هجوت الْورْد مقتبلا ... فَقلت من سخفه، وَمن غمطه كَأَنَّهُ سرم بغل حِين سكرجه ... عِنْد البرَاز، وَبَاقِي الروث فِي وَسطه