وليس غرضي الآن الرد على ابن حزم فهو إسناد متصل والرد عليه آت وإنما بيان جهل هذا الناقل عن ابن حزم فأقول:
أولا: قوله: "ومعلقات البخاري يؤخذ بها ...
فيه خطأ وتدليس:
أما الخطأ فلأن الأخذ ليس على إطلاقه في علم المصطلح الذي لا قيمة له عنده مطلقا إلا إذا وافق الرأي أو الهوى وإنما ذلك إذا كان التعليق بصيغة الجزم مثل روى وعن وقال كما في هذا الحديث وبتفصيل يذكر في محله من هذه الرسالة إن شاء الله ص 39 /40، و 82 /85، من الفصل الثالث.
وأما التدليس فهو قوله: يؤخذ بها بالبناء للمجهول أي عند غيره وأما هو فلم يقل: نأخذ بها لأنه قد لا يأخذ بها كما فعل هنا وكيف لا وهو كثيرا ما لا يقبل ما رواه البخاري موصولا ولو كان معه مسلم وبقية الستة بل الستين من الأئمة وقد مضت بعض الأمثلة.
ثانيا: هو يجهل أن هشام بن عمار من شيوخ البخاري فقوله: قال هشام بن عمار ... ليس تعليقا بل هو متصل لأنه لا فرق بالنسبة للبخاري بين قوله: قال هشام أو: حدثني هشام كما سيأتي بيانه في الفصل الثالث المشار إليه آنفا وبكلام قوي لابن حزم نفسه أيضا.
ثالثا: لم ينتبه وهو اللائق به لخطأ ابن حزم في قوله: لم يتصل ما بين البخاري وصدقة فإن الانقطاع المزعوم إنما هو بين البخاري وهشام فإن