يعلم من أي القسمين هم مع رده على عائشة، كما علم أن الرجل الذي كلمه فيه سعد مؤمن بقوله في آخر الحديث: إني لأعطي الرجل وغيرُه أحب إليه منه، خشية أن يكبه الله في النار، لكن رد على سعد ليتأدب ولا يطلق القول على وجه القطع في شيء لا يصل إلى التحقيق فيه.

وأما قوله - عليه السلام -: «والله ما أدري وأنا نبي ما يفعل به» (?)

فليس معناه أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يعلم بمآل عثمان بن مظعون، ولا هل هو من المكرمين في الآخرة أو من المعذبين، فإن هذا من المحال، وإنما معناه أنه - عليه السلام - لا يعلم في حين كلامه مع أم العلاء، وذلك بإثر موت (?) عثمان بن مظعون ما يفعل به في ذلك الوقت من تفاصيل ما يلقاه الميت بعد مفارقته لجسده: من تسهيل لحاله أو تضييق عليه، وذلك كعذاب القبر مثلا.

فقد قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن للقبر لضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ»، أو كما قال (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015