ترجمتها: "يأخذ نشاباً من كل خشب ومرادهم بها أنه يستعين بأي قوة
حصلت في يده، أفتراهم وقد أرادوا مراعاة الأحوال العصرية يقولون يعمل
بندقية من كل حديد، أو يصنع قنبلة من كل ديناميت؛ كلا لا يقولون ذلك، ولا يرون الخلط بين العلوم والآداب، ولا يجدون التجدد في الفنون والصناعات داعياً إلى تغيير أسلوب الكتابة بحجة أن هذه التعابير كانت يوم لم يكن تلغراف ولا تليفون ولا أشعة رونتجن، أفرأيت كاتباً أوروبياً يقول: حلقت بمنطاد الفكر في سماء الموضوع؛ كلا ولا ما أشبه ذلك؛ ولا ينكر أنه قد جدَّت في أوروبا فرائد وجمل لم تكن مألوفة في الأعصر السابقة، كما وجدت اصطلاحات في كل عصر من أعصر اللغة العربية، فليس جميع ما اصطلح عليه الناس في أيام العباسيين كان معروفاً في صدر الإسلام أو في الجاهلية، ولكن كل ما يتجدد هنا أو هناك لا بد من أن يرجع إلى نصاب اللغة وينزل على حكمها، ولن تُترك اللغة فوضى لا في شرق ولا في غرب.
طالما ترنحت الأعطاف عند ذكر الكاتب الفرنسي العظيم " أناتول فرانس "
الذي توفي منذ بضعة أشهر، وكان هدا الكاتب هو الصدر المقدم في الإنشاء
عند قومه، لا يرون أحداً في منزلته بعد رنان، وكان مما تميز به النزوع إلى
المذاهب الاجتماعية الجديدة والغلو في كره العقائد الدينية والعادات القديمة
والنفور من النصرانية بأجمعها، حتى لقد وصفه كثيرون من الشيوعيين، وبالرغم من هذا فقد اتفق جميع من ترجموه لدن وفاته حتى من أدباء الفئة الاشتراكية والشيوعية على أنه كان في إنشائه أصولياً أستاذياً مقلداً يحذو حذو راسين الشاعر الذي عاش قبل هذا العهد بماثتي سنة، وأنه حافظ على الطريقة الكتابية الأصولية المسماة عندهم "كلاسيكاً أي الطريقة المدرسية وقيل للكاتب المشهور موريس باريس - وكان من أنصار الديانة والكثلكة - أفلا ترى مبادئ