مصطفى النحاس باشا، فطلب أعضاء كثيرون التأجيل لتأخر الوقت، فأجِّلت.
وعلى أثر انصراف دولة سعد باشا، قصد دولة عدلي باشا ومعه دولة
رشدي باشا إلى بيت الأمة، كما قصد إليه صاحبا المعالي فتح الله بركات باشا
ومحمد محمود باشا، وتكلم عدلي باشا في ظروف الحادث، وذكر أنه قام على سوء تفاهم، فإنه لم يقصد تحدي المجلس في سلطته، وظل عدلي باشا
ورشدي باشا في بيت الأمة إلى ما قبل منتصف الليل بثلثي ساعة.
وبعد انصرافهما سألنا بعض الوزراء عن النتيجة فقالوا لنا "إن الحادث
سُوي وانتهى وأصبح كأنه لم يكن ".
وعلى أثر ذلك ذهب حضرة صاحب المعالي فتح الله بركات باشا إلى
النادي السعدي، حيث كان بعض أصحاب المعالي الوزراء وبقي هناك نحو
نصف ساعة مع كثيرين من أعضاء مجلس النواب والشيوخ يتسامرون.
ولا شك أنه كان مما يؤسف له كثيراً أن ينتهي الدور البرلماني الحاضر
بخلاف يقوم حول مسألة كمسألة أمس بعد أن سار مجلس النواب والوزارة في
مختلف شؤون الدولة الخطيرة بتمام الاتفاق والوئام، وأن تثير الحكومة مسألة
الثقة بسبب كتاب سَلّمت - إذ أقرت مصادرته وقبلت إبادته - بضرر ما فيه، كتاب نعرف أن الأغلبية العظمى من الأمة - وفي مقدمتهم العلماء والمتعلمون - لا ترضى عنه ولا عن مؤلفه.