ولم يرد رئيس الوزراء على السؤال، وأشيع أن كثيرين من النواب
سيعرضون مسألة الدكتور طه حسين على المجلس أثناء بحث الميزانية، وقيل إن بعضهم سيطلب إلغاء وظيفته.
فبذل أصدقاء الدكتور طه حسين مساعي حثيثة
للوصول إلى إقناع الذين ينوون المطالبة بإلغاء الوظيفة بالعدول عن ذلك؛ على أن يُكتفى في المجلس باستنكار عمل الأستاذ طه.
وحدث أمس أن ثارت المناقشة في مجلس النواب في شأن كتاب "الشعر
الجاهلي" ومؤلفه، وألقيت الخطب مما يراه القراء بنصه في محضر جلسة
المجلس المنشورة في غير هذا المكان.
وقد قدَّم النائب المحترم عبد الحميد البنان أفندي نائب الجمالية اقتراحاً
من ثلاثة أقسام:
1 - إبادة كتاب الشعر الجاهلي.
2 - إحالة الدكتور طه حسين إلى النيابة.
3 - إلغاء وظيفته.
وقد سلم معالي وزير المعارف بالقسم الأول من الاقتراح، وتكلم دولة
عدلي باشا رئيس الوزراء عن القسم الثاني، وجرت بينه وبين دولة الرئيس
الجليل مناقشة اشترك فيها وزير المعارف والحقانية، انتهت بأن ذكر عدلي باشا أن قرار المجلس بإحالة المؤلف إلى النيابة يكون بمثابة اعتراض على تصرفات الحكومة وذكر مسألة الثقة بالوزارة!
وكان الأمر قد أبلغ إلى دولة رشدي باشا (?) فترك مجلس الشيوخ مسرعاً
إلى مجلس النواب "
وكان جو المجلس مملوءاً كهرباء، فاقترح النائب المحترم الدكتور أحمد
ماهر رفع الجلسة عشر دقائق للاستراحة، ولما رفعت ذهب الرئيس الجليل إلى مكتبه بمجلس النواب وتبعه إليه عدلي باشا ورشدي باشا وبقيا معه عشر دقائق.
وكان دولة الرئيس الجليل سعد باشا متعباً فاستقل سيارته إلى داره.
واتفق بعض النواب على تأجيل الجلسة إلى غد، لأن الساعة كانت قد
أوشكت على العاشرة تقريباً، وليكون هناك متسع من الوقت لتسوية المسألة.
وأعيدت الجلسة في الساعة العاشرة وثلث برئاسة حضرة صاحب السعادة