نبهتني إحدى الصحف العربية التي تصدر في أمريكا عندما تناولت الكلام
على " رسائل الأحزان" بقول جاء في بعض معانيه أني لو تركت "الجملة
القرآنية" والحديث الشريف ونزعتُ إلى غيرهما لكان ذلك أجدى على ولملأت الدهر ثم لحطمتُ في أهل المذهب الجديد حطمةَ لا يبعد في أغلب الظن أن تجعلني في الأدب مذهباً وحدي!
ولقد وقفت طويلاً عند قولها " الجملة القرآنية" فظهر لي في نور هذه
الكلمة ما لم أكن أراه من قبل، حتى لكأنها "المكرسكوب! وما يجهر به من
الجراثيم مما يكون خفيا فيستَعْلن ودقيقاً فيستعظم، وما يكون كأنه لا شيء ومع ذلك لا تعرف العلل الكبرى إلا به.
وإاذا أنا تركت الجملة القرآنية وعربيتها وفصاحتها وسموها، وقيامها في
تربية الملكة وإرهاف المنطق وحل الذوق مقام نشأة خالصة في أفصح قبائل
العرب، وردَّها تاريخنا القديم إلينا حتى كأننا فيه، وصلتنا به حتى كأنه فينا.
وحِفظِها لنا منطق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنطق الفصحاء من قومه حتى لكان ألسنتهم، عند التلاوة هي تدور في أفواهنا وسلائقهم هي تقيمنا على أوزانها - إذا أنا فعلت ذلك ورضيته، أفتراني أتبع أسلوب الترجمة في الجملة الإنجيلية. . .
وأسِفٌ إلى هذه الرطانة الأعجمية المعربة، وارتضخ تلك اللكنة المعوجة.
وأعين بنفسي على لغتي وقوميتي، وأكتب كتابة تميت أجدادي في الإسلام ميتة جديدة فتنقلب كلماتي على تاريخهم كالدود يخرج من الميت ولا يأكل إلا الميت، وأنشئ على سنتي المريضة نشأة من الناس يكون أبغض الأشياء عندها هو الصحيح الذي كان يجب أن يكون أحب الأشياء إليها؟
كنت أعرف أن صاحبنا الكاتب البليغ المدقق الشيخ إبراهيم اليازجي لما