أفإن رأيناه استعارة أو مجازاً في كلام جاهلي كامرئ القيس قلنا وضعهما

شاعر إسلامي متأثر بشعر مسلم بن الوليد وأبي تمام لأن هذا الفن احتكره أبو

تمام احتكاراً؟

إن سيدنا ومولانا طه حسين في يده ميزان دقيق اسمه ميزان القمحة، وهو

مع ذلك يزن به الجبال والمدن والأقطار، وقد وزن قصر الزعفران "أي الجامعة المصرية" فقال إنه عشرون ألف طن.. ولما قيل له إن وزارة الأشغال لا تقول بهذا ولا يقرك عليه المهندسون وأنت لست مهندساً ولا وزارة أشغال، قال: كل أولئك من أنصار القديم لأنهم يتبعون علوماً قديمة يحتذي فيها بعضهم حذو بعض. . . وقد وزن امرأ القيس في ميزان القمحة هذا فكان أقة واحدة إلا عشرة دراهم. . . فلو اجتمع الإنس والجن على أن يُثقلوا ميزان الشيخ ليزيدوا هذه الدراهم العشرة ويجعلوا امرأ القيس المسكين أقة كاملة لما استطاعوا إلا إذا كان في قدرتهم أن يزيدوا عقل الشيخ لأن التصحيح في عقله تصحيح في ميزانه.

وقال في صفحة 145 يكذب رحلة امرئ القيس إلى قيصر وأن شعره في

ذلك مصنوع: "وإذا لم يكن بد من التماس الأدلة الفنية على انتحال هذا الشعر نحب أن نعرف كيف زار امرؤ القيس بلاد الروم وخالط قيصر ودخل معه الحمام وفتَن ابنته ورأى مظاهر الحضارة اليونانية في القسطنطينية ولم يظهر لذلك أثر في شعره.

لم يصف القصر ولم يذكره ولم يصف كنيسة من كنائس

القسطنطينية. لم يصف الفتاة الامبراطورية التي فتنها، لم يصف الروميات، لم

يصف شيئاً مما يمكن أن يكون رومياً حقاً.

ومهما يكن من شيء فإن السذاجة وحدها هي التي تعيننا على أن نتصور أن شاعراً عربياً قديماً قال هذا الشعر الذي

يضاف إلى امرئ القيس في رحلته إلى بلاد الروم" انتهى.

فيا شيخ، أما تعلم أن المتنبي في الإسلام "كامرئ القيس في الجاهلية.

"وقد اجتمع له،، من أسباب الشعر ووسائله ما لم يجتمع لذاك، وأن المتنبي

جاء إلى مصر وعاش فيها وخالط أهلها؛ فقل لنا يا أستاذ الأدب: أين وصفُ الهرم في شعر المتنبي؟ أم تحسب أن الهرم كان يومئذ صغيراً ثم كبر. . .

ومهما يكون من شيء فإن السذاجة وحدها هي التي تعيننا على أن نتصور

أن شاعراً كالمتنبي يقيم في مصر ولا يصف الهرم؛ ومع ذلك فقد أقام المتنبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015