يوماً ولا يكون ولن يكون إلا من جنس واحد: ذهباً خالصاً صحيحاً يرنُّ رنيناً صافياً لا أقبل فيه زائفاً ولا ناقصاً ولا مغيراً ولا مبدلاً، ثم لا أرضى فيه برأيي دون رأي الصيرفى الحاذق البصير، فكثيرُ غشِّي إياهم ليس بغش، وأنا بعدُ في عافية، وأنا مستقل، وأنا مختار، وأنا أفكر، فأنا موجود.،. وإن أهون الغش منهم ولو في درهم وما دون الدرهم لهُو الغش المفضوح والخيانة الأثيمة والخيانة الموبِقة، ولن يُقلتهم القانون ولا الشرع ولا العُرف، وهم مأخوذون به فمعاقبون عليه.
قال دمنة: فلما كانت الجمعة والتقى الناس لأداء المكتوبة جاء
الخطيب. . .
قلت: وبقية هذه الصحيفة مقطوعة من النسخة التي عندي فلعل في قراء
الكوكب من عنده نسخة أخرى فليعارض عليها وليأتنا بباقي المثل.
قرأت في الأهرام مقالاً لشيخنا وصديقنا نكتة الزمان وعلامة وادي النيل
أحمد زكي باشا قال فيه: " من بواعث الأسى في نفسي ودواعي الأسف في قلبي أن بعض أنصاف العلماء في مصر وسوريا، وأن بعض أشباه المتعلمين وأشباه الأشياخ في هذين القطرين الشقيقين قد أصابهم التفرنج بداء الحذلقة والتشكك، فصاروا لا يرون لأجدادهم فضلاً ولا يعرفون لهم مبرة ولا يذكرون عنهم مفخرة، بل صار أولاد الحلال هؤلاء يطأطئون رؤوسهم أمام كل إفرنجي، ويخرون ساجدين لكل وارد عليهم من بلاد الإفرنج أو باسم الإفرنج، حتى لقد أصبحوا وهم يرون العلم كل العلم ما جاءهم ولو بطريق التحريف أو على سبيل التخريف عن المستشرق فلان أو المسيو علان. . .؟ وإلا فالحجة الناطقة هي ما صدر عن شفاه السنيور هََّان بن بيَّان " أو عن
"الهر جامان بن ألمان" انتهى.
فاولاد الح. . . . . . لال هؤلاء على مواطاة من بعضهم لبعض لا يرضيهم
من الرضا إلا أن ينسى الشرقيون آباءهم وأجدادهم ويصبحوا بَدَداً متناثرين؛ وهم لا يعلمون أنه ما من رجل حر يسره أن له باسم أبيه أو جده الشرقي اسم أحد من الإفرنج ولو كان اسم دولة من الدول العظمى، ولئن كانت الجامعة قائمة