طه حسين ابن الجامعة البكر. . .!

" روى المقطم أن الأستاذ الجليل مدير الجامعة حشد فيها لحفلةْ رياضية

جمعت الرؤساء والأساتذة والطلبة؛ وأنه خطب في الجميع فنصح للطلبة بالجد

والمثابرة.

قال: "وخطب حضرة الأستاذ الدكتور طه - حسين خطبة ممتعة ناقش

فيها برفق وأدب. . .! نصيحة صاحب السعادة "مدير الجامعة".

ثم كان ختام الحفلة كلمة لسعادة المدير ذكر فيها جلالة الملك المفدى أبا الفاروق الأعظم نصر الله بحوله وقوته أعلامه، ونضر بفضله وكرمه أيامه، وألقى من طالع يمنه السعيد على وجه الحياة المصرية أجملَ ابتسامة.

قال المقطم: ثم ناقش خطبة الدكتور طه قائلاً: إنه الابن البكر للجامعة المصرية! ثم قال: يا بني الاعتدال. . . الاعتدالَ ". اهـ.

فأما اندفاع طه للرد على مدير الجامعة في حفلة رسمية أقيمت للألعاب

الرياضية على حين لم يزد المدير فيها على نصح الطلبة بالجد والمثابرة، فهذا

هو الأصل في طه وذلك طبعه وخُلقه، بُني على المجاذبة والمماراة، فما من

كلمة إلا ولها عنده بنت عمة أو بنت خالة. . .

ولو أن الخطبة في هذه الحفلة كانت في تعليم المشي على الحبل. . . لردَّ

طه بنوع من الرد ولجأ بنبذ من الاعتراض، فإن العبرة عنده بما يهجس في

خاطره لا بما هو الحق ولا الواقع ولا مقتضى الحال، وتلك طريقته في العلم

وهي آفة من آفاته وأصل من أصول الخطأ فيه، ومثل هذا لا تزال الشبهة قائمة على لسانه، ولا يزال مُعِدًّا لكل قول قولاً، فما يسمع شيئاً إلا خُيل له شيء آخر، ولا يفكر في أمر إلا لبس عليه أمر غيره، ولا تفاتحه رأياً فيرضاه إلا إذا أراد لأمر أن يرضاه، ولا تجادله فيقتنع إلا إذا شاء لغرض أن يقتنع؛ لأن الأصل في تركيبه المراء، والحدة، واللجاجة، وطغيان القول وهي أربع مظاهرها فيه الشك والاضطراب والقلق وفساد النية، ونتائجها الإنكار والخلط والسفه والعناد، وكل ذلك يجمع طه حسين، وأما أنه ناقش مدير الجامعة (برفْق وأدب) فهذا هو الغريب عن طبعه، والنص هنا على الرفق والأدب يُفهم شيئاً،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015