قول طه "الذي ينتحله العرب أنفسهم " وتأمل معنى (يشكل بعض الإشكال)
ومعنى "يجدون مشقة وعسراً".
وكلام ابن سلام صريح قاطع في أن الشعر الذي نسب إلى الجاهلية
وأشكل أمره على الرواة قليل جداً، ثم هو لا يشكل إلا "بعض الإشكال"
ثم لا يكون كذلك إلا حين يجيء من عربي قح له عرق في الشعر فتعَينه الوراثة أو عربي في حكم ذلك بالقريحة والقوة والطبع، أما الذي زاده الرواة والذي صنعه المولدون فكل ذلك متميز معروف لا إشكال فيه، وهو بعض ما يقوم عليه الرواة، لأنه من مادة علمهم ولا فائدة للرواية إن لم تتحقق به، فقل لي بعيشك أين هذا مما ذهب إليه طه في الحكم بتزوير (الكثرة المطلقة) من الشعر؟ وقال في صفحة 54: قال ابن سلام - كان الله لك يا ابن سلام. . . - وقد نظرت قريش فإذا حظها من الشعر قليل في الجاهلية، فاستكثرت منه في
الإسلام.
قال: وليس من شك عندي في أنها استكثرت بنوع خاص من هذا
الشعر الذي يُهجى فيه الأنصار.
وترجم هذا النص في صفحة 66 ترجمة أخرى فقال عن ابن سلام: (وهو
يحدثنا باكثر من هذا: يحدثنا أن قريشاً كانت أقل العرب شعراً في الجاهلية.
فاضطرها ذلك - تأمل - إلى أن تكون أكثر العرب انتحالاً للشعر في الإسلام) .
أما ترى؟ أما تعي؟ أما تعجب؟ هل كان في النص الأول أن قريشاً كانت
(أقل العرب) شعراً في الجاهلية فاضطرها ذلك اضطراراً لأن تكون (أكثر
العرب) انتحالاً؟
على أن كتاب ابن سلام مطبوع، ولم نعثر فيه على أصل النص، وإنما
الذي رأيناه من كلامه في الكتاب كله أنه علل قلة شعر قريش في الجاهلية بأنهم لم يحاربوا ولم تكن بينهم نائرة، وإنما تكثر الأشعار في الحروب والوقائع.
وقال في موضع آخر: وقريش تزيد في أشعارها تريد بذلك الأنصار والرد على حسان.
ففي كلام أستاذ الجامعة كذب وسرقة: فأما الكذب فنسبته إلى ابن سلام
أنه قال إن قريشاً "أكثر العرب انتحالاً للشعر في الإسلام"
وأما السرقة فقوله: "وليس من شك عندي" في أنها استكثرت بنوع خاص. . . من هذا الشعر الذي يهجى فيه الأنصار فذلك من عند ابن سلام لا من عند طه حسين، ويبقى أن تعرف أن - ابن سلام الزيادة كلها من هذا النوع أما أستاذ - الجامعة فجعلها