الجوع ديناً، وخشي أن يخرجوه من الجامعة فرفع هذا الكتاب إلى مديرها
لينشره على الأمة، قال:
حضرة صاحب العزة الأستاذ الجليل مدير الجامعة المصرية
أتشرف بأن أرفع إلى عزتكم ما يأتي:
كثر اللغط حول الكتاب الذي أصدرته منذ حين باسم: " في الشعر
الجاهلي " وقيل إني تعمدت فيه إهانة الدين والخروج عليه، وإني أعلِّم الإلحاد في الجامعة؛ وأنا أؤكد لعزتكم أني لم أرد إهانة الدين ولم أخرج عليه، وما كان لي أن أفعل ذلك وأنا مسلم أؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأنا الذي جاهد ما استطاع في تقوية التعليم الديني في وزارة المعارف حين كففت العمل في لجنة هذا التعليم، ويشهد بذلك معالي وزير المعارف وأعوانه الذين شاركوني في هذا العمل، وأؤكد لعزتكم أن دروسي في الجامعة خلت خلواً تاماً من التعرض للديانات، لأني أعرف أن الجامعة لم تنشأ لمثل هذا.
وأنا أرجو أن تتفضلوا فتبلغوا هذا البيان من تشاؤون وتنشروه حيث
تشاؤون وأن تقبلوا تحياتي الخالصة وإجلالي العظيم.
طه حسين
فكتبنا المقالة الآتية: فلما أدركه الغرق. . .