"كتب أحد الكتاب فصلاً في مجلة الهلال"
الغراء، نحلنا فيه زعامة المذهب القديم، وسمي
جديداً وسمي قديماً واحتج ونازع، فرددنا عليه
بهدا الفصل"
زعم الكاتب فيما كتب أن ما نقول به، من احتذاء العرب في أساليبهم
والارتياض بكلامهم، والحرص على لغتهم، وأن يكون الكاتب في هذه اللغة
حَسن البيان، رشيق المعرِض، رائع الخلابة، يتثبت في ألفاظه وينظر في
أعطاف كلامه ويفتن في أساليبه - كل هذا وما إليه "مذهب قديم".
"ووطنية أدبية" ترجع العلة فيها إلى ذلك العقل الباطن الذي يخلط بين الدين والقومية والأدب العربي.
ثم قال: "وإن أهل المذهب القديم يهملون العلم، لأن العلوم
تتعارض ومعتقدات العرب،. وظاهر أنه يعني بالعرب المسلمين لا غيرهم، فإن الجاهلية أصبحت من أكاذيب التاريخ وبَلِيَتْ معتقداتها بلَى أدخلها في قبور أهلها.
فالمذهب القديم إذاً هو أَن تكون اللغة لا تزال لغة العرب في أصولها
وفروعها، وأن تكون هذه الأسفار القديمة التي تحويها لا تزال حية تنزل من كل زهن منزلة أمة من العرب الفصحاء، وأن يكون الدين العربي لا يزال هو هو كأنما نزل به الوحي أمس لا يَفتننا فيه علم ولا رأي، وأن يأتي الحرص على اللغة من جهة الحرص على الدين، إذ لا يزال منهما شيء قائم كالأساس والبناء لا منفعة فيهما معاً إلا بقيامهما معاً.
ولكن ما هو المذهب الجديد؛ أنأخذ بالمقابلة فنقول: إذا كان الأبيض هو
القديم فالأسود هو الجديد، وإذا كانت الفصاحة، وإذا كان الحرص على ميراث التاريخ، وإذا كان القانون الطبيعي للفضيلة الاجتماعية، وإذا كنا نولد بجلود كجلود آبائنا - فالركاكة، وإهمال القومية التاريخية، والتحلل من قيود الواجبات، والانسلاخ من الجلد لأنها ليست أوروبية - كل هذا جديد لأن كل